
إن موضوع إنقاص الوزن يعد من المواضيع الشائعة التي تشغل بال الكثيرين حول العالم و يظل السؤال عن الطرق الفعّالة لتخفيف الوزن مثار بحث مستمر حيث تتنوع النصائح والحلول التي تقدمها مراكز الصحة والتغذية و من بين هذه الحلول يبرز سؤال شائع عن فوائد الشطة في المساعدة على فقدان الوزن هل شطة حارة جدا يمكن أن تكون أحد العوامل المساعدة في إنقاص الوزن؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه المقالة من خلال دراسة علمية وتفصيلية حول هذا الموضوع.
ما هي الـ شطة حارة جدا ؟
الشطة هي نوع من التوابل التي يتم الحصول عليها من فاكهة الفلفل الحار والذي يحتوي على مركب كيميائي يُسمى الكابسيسين ويتم استخدام هذا المركب في العديد من الأطعمة والمأكولات لإضفاء طعم حار حيث يشتهر الفلفل الحار بمذاقه اللاذع والمميز ويُضاف بكميات متفاوتة إلى الأطعمة لإعطاء طعم مميز ولزيادة حرارة الطبق وتنوعت أطعمة الشطة من شطة حلوة،شطة ليمون والعديد من الاطعمة المختلفة التي تتوافر فى متجر الحاتمية ويعتبر الكابسيسين هو العنصر النشط المسؤول عن الإحساس بالحرارة في الفلفل الحار والشطة لذلك تعتبر الشطة هي الأكثر تركيزًا في هذا المركب الكيميائي ولكن هل هذا المركب له تأثيرات على عملية إنقاص الوزن؟ دعونا نتعرف في هذه المقالة على الإجابة من خلال البحث في العديد من الدراسات والتقارير.
كيف يمكن للـشطة أن تؤثر على الوزن؟
زيادة معدل الأيض
أظهرت العديد من الدراسات أن الكابسيسين وهو المركب الكيميائي الموجود في الشطة يمكن أن يزيد من معدل الأيض في الجسم فـ معدل الأيض هو العملية التي يحرق فيها الجسم السعرات الحرارية للحصول على الطاقة وبالتالي عندما يزيد معدل الأيض، يمكن للجسم أن يحرق المزيد من السعرات الحرارية، مما قد يساعد في إنقاص الوزن كما تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الشطة يمكن أن يعزز التفاعلات الكيميائية في الجسم مما يزيد من حرارة الجسم بشكل مؤقت. هذا ما يعرف بتأثير "حرارة الجسم" حيث يؤدي زيادة الحرارة إلى حرق مزيد من السعرات الحرارية و في بعض الأبحاث، وجد أن تناول الشطة قد يساعد في زيادة معدل الأيض بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 في المئة على المدى القصير.
تقليل الشهية
أظهرت بعض الدراسات أن الكابسيسين الموجود في الشطة يمكن أن يقلل من الشهية وعندما يتناول الشخص طعامًا يحتوي على الشطة يشعر بالشبع بسرعة أكبر مما لو تناول نفس الطعام بدونها ذلك لأن الكابسيسين يعمل على تأثيرات هرمونية في الجسم مما يعزز الشعور بالامتلاء وهناك العديد من الدراسات التي أظهرت أن تناول شطة حارة جدا يمكن أن يساعد في تقليل رغبة الشخص في تناول الطعام بشكل عام مما يسهم في تقليل استهلاك السعرات الحرارية على مدار اليوم بالإضافة إلى ذلك قد يساعد في تحفيز الجسم على استخدام الدهون المخزنة في الجسم كمصدر للطاقة مما يعزز عملية حرق الدهون.
حرق الدهون
بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الشطة يمكن أن يساعد في تعزيز عملية حرق الدهون في الجسم فـ الكابسيسين قد يزيد من معدل حرق الدهون من خلال تحفيز الجسم على استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، بدلاً من الاعتماد على الكربوهيدرات أو البروتينات وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة تحتوي على الشطة بانتظام يمكن أن يحرقوا مزيدًا من الدهون مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها حيث يتفاعل الكابسيسين مع خلايا الجسم بطريقة تزيد من حرارة الجسم وبالتالي تزداد نسبة الحرق.
تحسين استهلاك الطاقة
أظهرت بعض الدراسات أن الشطة يمكن أن تساعد في تحسين استهلاك الطاقة بمعنى آخر قد يساعد تناول الأطعمة الحارة على زيادة مستوى النشاط البدني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر و يمكن أن يتسبب الكابسيسين في تعزيز نشاط الجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة الحركة والنشاط اليومي وعندما يشعر الشخص بمزيد من النشاط فإن ذلك قد يدفعه للمشاركة في أنشطة بدنية أكثر خلال اليوم مثل المشي أو ممارسة التمارين الرياضية وهذا بدوره يساعد في حرق مزيد من السعرات الحرارية ويعزز عملية إنقاص الوزن.
الشطة وفوائدها الأخرى للصحة
إلى جانب دورها المحتمل في إنقاص الوزن تحتوي الشطة على العديد من الفوائد الصحية الأخرى التي تجعلها إضافة رائعة إلى نظامك الغذائي و من بين هذه الفوائد:
تعزيز صحة القلب
تحتوي على مضادات الأكسدة والمركبات التي قد تساعد في تحسين صحة القلب و تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الفلفل الحار بانتظام قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم وتحسين الدورة الدموية.
تحسين الهضم
الشطة قد تساهم في تحسين عملية الهضم حيث يساعد الكابسيسين في تحفيز إفراز العصارات الهضمية التي تساهم في تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام كما أنها قد تساعد في تقليل الشعور بالتخمة والانتفاخ بعد تناول الوجبات الثقيلة.
تحسين الصحة الجلدية
تحتوي على مركبات قد تساهم في تحسين صحة الجلد الكابسيسين يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا قد تساعد في تقليل التهابات الجلد كما أنه يمكن أن يساعد في تحسين مظهر البشرة من خلال تحفيز الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الجلد.
تعزيز المناعة
تحتوي شطة حار على فيتامين C وغيره من العناصر الغذائية التي قد تساهم في تعزيز جهاز المناعة وتناولها بانتظام يمكن أن يساهم في تقوية قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى.
كيف يمكن تضمين الشطة في النظام الغذائي ؟
إذا كنت ترغب في الاستفادة من فوائد شطة حارة جدا في إنقاص الوزن وتحسين صحتك هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تضمينها في نظامك الغذائي بشكل صحي:
- إضافة الشطة إلى الحساء أو الصلصات: يمكنك إضافة القليل من الشطة إلى الحساء أو الصلصات المختلفة لإضفاء طعم حار ومميز.
- تضمين الشطة في الأطعمة المقلية أو المشوية: يمكن إضافة الشطة إلى الأطعمة المشوية أو المقلية مثل الدجاج أو اللحم لإعطائها نكهة حارة.
- تناول الفلفل الحار الطازج: يمكن تناول الفلفل الحار الطازج مع الوجبات كإضافة صحية وغنية بالعناصر الغذائية.
- مكملات الكابسيسين: إذا كنت لا تحب طعم الشطة الحارة، يمكنك استخدام مكملات الكابسيسين المتاحة في الأسواق والتي تحتوي على نفس المركب الفعّال الموجود في الشطة.
الآثار الجانبية المحتملة للشطة
على الرغم من أن الشطة قد تقدم العديد من الفوائد إلا أنه يجب على الأشخاص الحذر من تناولها بشكل مفرط في بعض الحالات يمكن أن تسبب الشطة الحارة اضطرابات في المعدة أو تهيجًا في الأمعاء خصوصًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القرحة أو التهاب المعدة كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الفلفل الحار أو الكابسيسين تجنب تناول كميات كبيرة من الشطة.
الخاتمة
في الختام يمكن القول بأن الشطة قد تساعد في إنقاص الوزن من خلال زيادة معدل الأيض، تقليل الشهية وتحفيز الجسم على حرق المزيد من الدهون ومع ذلك يجب تناولها بحذر وضمن حدود معقولة خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة وإذا كنت تسعى لتحسين صحتك العامة أو إنقاص وزنك يمكن أن تكون شطة حار إضافة مفيدة إلى نظامك الغذائي بشرط أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن ومتنوع يشمل التمارين الرياضية والنوم الجيد.